سافرنا بالسيارة مع أخي, أبي, أمي وأنا....
ومن هنا بدأت الرحلة
أقول يا لحسن حظي أي تجربة عشت وكيف كنت سأكون لو ما كانت
وأتسائل كيف كيف يا أمي ويا أبي هكذا تركتموني وحيدة بين حقائبي المثقلة بالطرقات منذ ذلك الحين؟؟
هل كان لا بد لي من ذلك؟؟
ما زلت وما زالت عجلات الدهر أتقلب فوقها على هوامش الطرقات
سبع سنين مرت وأكثر, لا هي غربة ولا هو وطن وأنا لست هي التي كانت
في بناية 14غرفة رقم ३३८ في الطابق قبل الأخير بدأت المواجهة
غرفة صغيرة تتسع لشخصين فيها أسرة اثنين وطاولة للدراسة وخزانة ملابس كئيبة هي وما فيها, ولا أعرف من ينتظرني خلف جدرانها الباهتة, هذا ما كان يسمى سكن الطلبة: "رزنيك" ... وما أدراك ما رزنيك !! كما قال تميم البرغوثي فيه كل من وطئ الثرى।
من هنا كان علي أن أبدأ, جئت لأكمل دراستي الأكاديمية في الجامعة العبرية في القدس
في تاريخ 25/10/2003 ان لم تخني الذاكرة في يوم سبت من الأيام
وصلت مع أبي وأمي وأخي الى السكن المذكور محملة بحقائب مكدسة بلهفة طفولية تنتظر الآت المجهول ولست أدري ما وراءه
امتلئت الغرفة بكل ما حملته معي من ملابس ومستلزمات ودمى ملونة من أواخر عهدي المدرسي, كنت قد أحضرتها معي لتشاركني المغامرة ولتزين المكان وحقيقة لكي أقنع نفسي أنني هنا أيضاً في البيت!
فأنا لست في رحلتي المدرسية التي كنتها مرة وهذه ليست رحلة أيام والعد التنازلي يبدأ من الثلاث سنوات وما فوق।
حسناً, علينا الذهاب الآن। لن أوصيك يا ابنتي, انتبهي لنفسك جيداً, سنتصل كل الوقت, كلي ثقة وأمل بك , أنت قوية وشجاعة, لا تخافين شيئاً وتستطيعين تدبر أمورك وتعتمدين على نفسك...
أبي اغرورقت عيناه قليلاً قال كلاماً من ذاك القبيل, شد يدي بحرارة وودعني
أخي أدار ظهره وفر وكأنه يهرب॥ يدعي أن الوقت تأخر ويجب أن يغادروا
ولم أبك
لأنني ما كنت أعرف ولا فكرت أصلاً ماهية هذا المشوار وما ينتظرني فيه।