الاثنين، 25 يناير 2010

يوميات في القدس 29/10/2009

حياتي كلها زخم, زخم!

مليئة بالضوضاء والناس والأحداث ومليئة بجميع تناقضات الحياة. ومليئة بالفراغ المطلق!!!!

اليوم فيما يقارب الساعة التاسعة مساءً, وأنا جالسة في الحافلة رقم 28, في طريق عودتي من العمل إلى البيت, أنظر الناس من حولي في الشارع, في كل محطة يقف عندها الباص ترى عالماً آخر, وأناساً آخرين: يهود علمانيون, يهود متدينون, قادمون جدد, عرب, طلاب جامعة وأناس لا يخطر ببالك أن تراهم. هذا كله في مدينة القدس, بل في شطر من مدينة القدس.

وهنا تكمن مسألتي فمن خلال مطالعتي لمدينة القدس وأوجهها, وجدت أخيراً وصفاً يلائمني ويصف حالتي وحياتي. فاستنتجت أنني كمدينة القدس, أعيش كل التناقضات التي فرضت علي والتي ربما انا من اخترت أن أعيشها.

وهنا قد أسعدتني هذه الفكرة. فمنذ مدة وأنا أبحث لنفسي عن وصف يليق بي وبحالي.

القدس أولاً هي الأقصى ومظهري الخارجي يربطني مباشرة بالأقصى لمجرد أن أمشي بضع أمتار في غربي القدس. وفي بلدي ايضاً أصبح الكثير يقرن وجودي في القدس مع حتمية ارتباطي بالأقصى.

القدس تعيش وسط الاحتلال وقد فرضوا عليها ان تلبس بعض اوجهه وأنا لا مفر لي من ذلك, مؤسستي الأكاديمية, عملي, خدماتي الحياتية, لغتي جميعها أمور تجعلني على محك معهم.

والناس في مدينة القدس على اختلافهم هم صورة متشابهة لاختلاف أطواري وتركيبة عقلي "المجعلك".

وإذا ذهبنا للبلدة القديمة فذلك التشتت والتعب والأزقة القديمة والبطالة, أولئك حالة من حالات نفسي.

وذلك التيه الذي تعيشه القدس واضعة كفاً على خدهاً ورافعةً الأخرى نحو السماء, لا تكل ولا تمل من طلب العون والنصر, خريفاً شتاءً, نهاراً مساءً, هذه القدس هي أنا, القدس في وأنا في القدس....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق