حياتي كلها زخم, زخم!
مليئة بالضوضاء والناس والأحداث ومليئة بجميع تناقضات الحياة. ومليئة بالفراغ المطلق!!!!
اليوم فيما يقارب الساعة التاسعة مساءً, وأنا جالسة في الحافلة رقم 28, في طريق عودتي من العمل إلى البيت, أنظر الناس من حولي في الشارع, في كل محطة يقف عندها الباص ترى عالماً آخر, وأناساً آخرين: يهود علمانيون, يهود متدينون, قادمون جدد, عرب, طلاب جامعة وأناس لا يخطر ببالك أن تراهم. هذا كله في مدينة القدس, بل في شطر من مدينة القدس.
وهنا تكمن مسألتي فمن خلال مطالعتي لمدينة القدس وأوجهها, وجدت أخيراً وصفاً يلائمني ويصف حالتي وحياتي. فاستنتجت أنني كمدينة القدس, أعيش كل التناقضات التي فرضت علي والتي ربما انا من اخترت أن أعيشها.
وهنا قد أسعدتني هذه الفكرة. فمنذ مدة وأنا أبحث لنفسي عن وصف يليق بي وبحالي.
القدس أولاً هي الأقصى ومظهري الخارجي يربطني مباشرة بالأقصى لمجرد أن أمشي بضع أمتار في غربي القدس. وفي بلدي ايضاً أصبح الكثير يقرن وجودي في القدس مع حتمية ارتباطي بالأقصى.
القدس تعيش وسط الاحتلال وقد فرضوا عليها ان تلبس بعض اوجهه وأنا لا مفر لي من ذلك, مؤسستي الأكاديمية, عملي, خدماتي الحياتية, لغتي جميعها أمور تجعلني على محك معهم.
والناس في مدينة القدس على اختلافهم هم صورة متشابهة لاختلاف أطواري وتركيبة عقلي "المجعلك".
وإذا ذهبنا للبلدة القديمة فذلك التشتت والتعب والأزقة القديمة والبطالة, أولئك حالة من حالات نفسي.
وذلك التيه الذي تعيشه القدس واضعة كفاً على خدهاً ورافعةً الأخرى نحو السماء, لا تكل ولا تمل من طلب العون والنصر, خريفاً شتاءً, نهاراً مساءً, هذه القدس هي أنا, القدس في وأنا في القدس....
الاثنين، 25 يناير 2010
هالجملة رح تجيبلي جلطة
على غرار الشجار الذي وقع في الأيام الأخيرة في مدينة القدس بين عائلتين, الأولى من سلوان والثانية من جبل المكبر, والذي راح ضحيته الشاب يحيى سلايمة وتم حرق وتخريب بعض المحال التجارية وإصابات عديدة إثر إطلاق النار, وبعد أن تناول الإعلام هذه "الطوشة" كمادة إعلامية ساخنة أخرجت لتوها من الفرن, وبعد أن تم استطلاع الآراء حول هذا الحدث المؤسف, ما جلطني إلا هالجملة: "هذه عملية صهيونية مدبرة", الله أكبر, عنجد زودوتها يا جماعة!!
أنا لا أنكر أي وجه من وجوه الاحتلال والتي لم يدمر بها عقول الكثيرين فحسب بل البنى التحتية لتلك العقول, نعم أعترف بوجود سياسة القمع وكم الأفواه, والتضييق الاقتصادي والتهميش الحضاري والفاشية المطلقة بحق شعبنا, ربما لا أعيشها جميعاً بشكل شخصي ولكنني أعيها جيداً. وأفهم سياسة فرق تسد وسياسة الحرمان من أساسيات الحياة وتضييق سبل المعيشة لكي ننشغل عن الأمور التي تتبع وتأتي بالدرجة التي تلي, مثل الوعي الوطني والقومي والفكري وما إلى ذلك. وأعلم جيداً وعلى وجه الخصوص أن مدينة القدس والمقدسيين يعانون من تلك الأمور بالدرجة الأولى, وألتمس الأعذار قبل اللوم, للعديد من السلوكيات ومناهج الحياة التي تدل على السطحية والجهل في بعض الأحيان وعلى الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية أحياناً أخرى.
إلا أنه تنتابني لحظات أقول بها لا عذر لكم, وأميل كثيراً لهذا الاتجاه فأقول أن المحنة التي تعيشها مدينة القدس وأهل القدس, ليس بالمحنة الأولى في تاريخ الأمة. فالمسلمون بعد الفتح والنصر في الأندلس ذاقوا أشد أنواع التعذيب من قبل محاكم التفتيش, ومن قبل ذاقها أولاً رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومن كانوا معه وما وهنوا وما استكانوا. مدينة القدس نفسها شهدت معارك دامية على أرجائها الأربع وحملات صليبية وحضارات وشعوب عدة تلاحمت على ظهرها وبقيت هي القدس. صمدت رغم أنهم بنوا فيها المدينة فوق الأخرى وبقيت بيت المقدس. فما بالنا أصابنا كل هذا الضعف, ما بالنا اعترانا كل هذا الوهن؟؟؟
ذكرت أعلاه حدث واحد تزامن أن قيلت فيه تلك الجملة التي تغضبني ولكن لم تكن هذه المرة هي الأولى التي أسمع بها هذه العيارة وهذا التصريح. فأسأل نفسي وإياكم هل من الحكمة أن نلقي كل اللوم على المحتل وهل هذا هو الصحيح أصلاً؟؟ أليس لنا دور فيما يحصل لنا؟ ألسنا شركاء في تلك المأساة الاجتماعية االحضارية والثقافية التي وصلنا إليها؟
بل نحن الوكلاء والموزعون-بلغة التجارة- ونحن المساهم الأول في ذلك التردي المحبط القاتم الذي وصلنا إليه! لأنه على ما أعتقد قد خلق لنا الله عقولاً نعقل بها ونفكر بها ونتدبر أمورنا من خلالها, والأهم أن الله قد من علينا بنعمة الاسلام, وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله", وهذا أحد وجوه المأساة وأهمها وقد فسر نفسه ولا يحتاج إلى شرح مني. وبتركه بدأت المصيبة, وأما العقل والفكر والوعي والمنطق البشري الفطري فجميعها أشياء مغيبة -وليس غائبة- في معظم الأحيان. فكفانا هروباً من المسؤولية. شجار مثل الذي حصل في الأيام الأخيرة, وعلى سبب تافه, لا ينتظر أن يرحل عنا المحتل لكي لا يحدث, انما ينتظر أن تحرر نفسك من احتلال العشوائية والاسترخاء المفرط والاستهزاء تجاه قيم الانسانية والمجتمع وقيم دينك الاسلام, أولاً وآخراً.
هذا الشجار أحد الصور لذلك التردي الذي وصلنا إليه ولن أخوض هنا في الحديث عن صور عديدة أخرى كأوكار المخدرات والانحلال الخلقي والتفكك الأسري والجريمة بدم بارد. أعرف أن جميعها أموراً هيئها الاحتلال بين أيدينا , ولكن الله لم يلق بنا في خضم هذا الابتلاء دون ان يعطينا وسائل لمكافحته, وإلا عندها لا لوم ولا حساب علينا ونقف في صفوف المجانين الذين لا يؤاخذون على اعمال ارتكبوها.
أنا لا اقف هنا وقفة اللائمة, بل أحمل نفسي مسؤولية أيضاً وأولها مسؤوليتي بأن أقول هذا الكلام. وأسأل الله أن ينير عقولنا ويحررنا من ضعف أنفسنا.
أنا لا أنكر أي وجه من وجوه الاحتلال والتي لم يدمر بها عقول الكثيرين فحسب بل البنى التحتية لتلك العقول, نعم أعترف بوجود سياسة القمع وكم الأفواه, والتضييق الاقتصادي والتهميش الحضاري والفاشية المطلقة بحق شعبنا, ربما لا أعيشها جميعاً بشكل شخصي ولكنني أعيها جيداً. وأفهم سياسة فرق تسد وسياسة الحرمان من أساسيات الحياة وتضييق سبل المعيشة لكي ننشغل عن الأمور التي تتبع وتأتي بالدرجة التي تلي, مثل الوعي الوطني والقومي والفكري وما إلى ذلك. وأعلم جيداً وعلى وجه الخصوص أن مدينة القدس والمقدسيين يعانون من تلك الأمور بالدرجة الأولى, وألتمس الأعذار قبل اللوم, للعديد من السلوكيات ومناهج الحياة التي تدل على السطحية والجهل في بعض الأحيان وعلى الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية أحياناً أخرى.
إلا أنه تنتابني لحظات أقول بها لا عذر لكم, وأميل كثيراً لهذا الاتجاه فأقول أن المحنة التي تعيشها مدينة القدس وأهل القدس, ليس بالمحنة الأولى في تاريخ الأمة. فالمسلمون بعد الفتح والنصر في الأندلس ذاقوا أشد أنواع التعذيب من قبل محاكم التفتيش, ومن قبل ذاقها أولاً رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومن كانوا معه وما وهنوا وما استكانوا. مدينة القدس نفسها شهدت معارك دامية على أرجائها الأربع وحملات صليبية وحضارات وشعوب عدة تلاحمت على ظهرها وبقيت هي القدس. صمدت رغم أنهم بنوا فيها المدينة فوق الأخرى وبقيت بيت المقدس. فما بالنا أصابنا كل هذا الضعف, ما بالنا اعترانا كل هذا الوهن؟؟؟
ذكرت أعلاه حدث واحد تزامن أن قيلت فيه تلك الجملة التي تغضبني ولكن لم تكن هذه المرة هي الأولى التي أسمع بها هذه العيارة وهذا التصريح. فأسأل نفسي وإياكم هل من الحكمة أن نلقي كل اللوم على المحتل وهل هذا هو الصحيح أصلاً؟؟ أليس لنا دور فيما يحصل لنا؟ ألسنا شركاء في تلك المأساة الاجتماعية االحضارية والثقافية التي وصلنا إليها؟
بل نحن الوكلاء والموزعون-بلغة التجارة- ونحن المساهم الأول في ذلك التردي المحبط القاتم الذي وصلنا إليه! لأنه على ما أعتقد قد خلق لنا الله عقولاً نعقل بها ونفكر بها ونتدبر أمورنا من خلالها, والأهم أن الله قد من علينا بنعمة الاسلام, وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله", وهذا أحد وجوه المأساة وأهمها وقد فسر نفسه ولا يحتاج إلى شرح مني. وبتركه بدأت المصيبة, وأما العقل والفكر والوعي والمنطق البشري الفطري فجميعها أشياء مغيبة -وليس غائبة- في معظم الأحيان. فكفانا هروباً من المسؤولية. شجار مثل الذي حصل في الأيام الأخيرة, وعلى سبب تافه, لا ينتظر أن يرحل عنا المحتل لكي لا يحدث, انما ينتظر أن تحرر نفسك من احتلال العشوائية والاسترخاء المفرط والاستهزاء تجاه قيم الانسانية والمجتمع وقيم دينك الاسلام, أولاً وآخراً.
هذا الشجار أحد الصور لذلك التردي الذي وصلنا إليه ولن أخوض هنا في الحديث عن صور عديدة أخرى كأوكار المخدرات والانحلال الخلقي والتفكك الأسري والجريمة بدم بارد. أعرف أن جميعها أموراً هيئها الاحتلال بين أيدينا , ولكن الله لم يلق بنا في خضم هذا الابتلاء دون ان يعطينا وسائل لمكافحته, وإلا عندها لا لوم ولا حساب علينا ونقف في صفوف المجانين الذين لا يؤاخذون على اعمال ارتكبوها.
أنا لا اقف هنا وقفة اللائمة, بل أحمل نفسي مسؤولية أيضاً وأولها مسؤوليتي بأن أقول هذا الكلام. وأسأل الله أن ينير عقولنا ويحررنا من ضعف أنفسنا.
حتى الحمص صار يفهم بالسياسة
أما صحن الحمص هذا فقد نجح بأن يغيظني حقاً, من المؤكد أنني لست الوحيدة التي" تتناول" الآن صحن الحمص هذا على مائدة الكتابة. وقدأغاظني لسببين مختلفين تماماً.
لأدخل في الموضوع مباشرة, فالمعظم قد سمع عن الحدث التاريخي الشهير الذي بادرت به قرية أبو غوش أوالأصح بادر إليه الأخ المناضل جودت إبراهيم من أبو غوش بصنع أكبر صحن حمص في التاريخ والذي بدوره شرفنا بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية ليزداد عدد الانجازات العربية في تلك الموسوعة.
الوجه الأول لانزعاجي من هذا الانجاز" الغاية في الروعة والابداع", أربطه مع صحن الحمص الآخر, فقد كان قد سبق بأن تم الاعلان عن أكبر صحن حمص في العالم في لبنان, إلا أن الحية الي ما بتتسمى استكثرت على لبنان هذا الانجاز وقالت في نفسها حتى في صحن الحمص لن أدعك تهنئين يا لبنان (من الجدير بالذكر أنه سبق ودارت حربً إعلامية بين إسرائيل ولبنان حول ملكيةالحمص ). ولتفاهة الانجاز ولانها أبت أن تطلع عليها سمعة الاهتمام بالبطون خلت الموضوع لأصحابه وحبكت الحبكة من تحت لتحت. ودق البطل والذي سبق ذكره آنفاً بكف يده على صدره وقال: "أنا لها" وتم صنع صحن حمص أكبر ب 2 طن من ذلك اللبناني نكاية بلبنان وهيك شفت الحية غليلها .
سؤالي هنا هل علم السيد جودت إبراهيم تلك المكيدة المدبرة وسعى فيها أم قد غرته نفسه وطمع في الشهرة ولم تثنه عن التفكير بمدلولات هذا الفعل والذي رغم "وزنه" ال 4 طن, يعتبر فعلاً سخيفاً مؤسرل ومعادي؟؟؟
ربما يقول لي البعض يا بنتي إسرائيل سجلت فلسطين باسمها يعني وقفت على صحن هالحمص؟؟ فأقول أنا لا تعليق!!
لنترك الحية وسيرتها الله يكفينا شرها, بتقول ستي الله يرحمها إذا بتجيبوا سيرتها بتطلعلكوا. أقلب الصفحة على الوجه الآخر الذي أغاظني وهو أننا في الفترة الأخيرة كعرب, إزدادت أرقامنا القياسية في موسوعة غينيس! ولكن في زاوية "أكبر بطن", فترى ما شاء الله: أكبر صحن كبسة , أطول قالب حلاوة, أكبر صحن تبولة, أكبر بوفيه حلويات والحبل عالجرار ولا حول ولا قوة إلا بالله, ألم يعد لنا مجالاً نبدع فيه سوى الأكل؟ أينك يا ابن الهيثم, يا ابن سينا؟ أين الفرابي, الخوارزمي والبيروني وابن النفيس والرازي وووو الكثير ممن لم أذكر أوصد الباب من ورائهم وانطووا في صفحات التاريخ. الهذه الدرجة خوت عقولنا وعجزنا عن الابداع فارتكبنا البدع؟
قالوا:البطنة تذهب الفطنة [العقد الفريد: ج 8 ص 9]. وفي هذا الباب حدث ولا حرج, هذا عنوان لاحدى نكباتنا الأمة تعيش حالة من عدم الثقة بالنفس وتحاول أن تثبت لنفسها العكس من خلال صنع اكبر صحن وأكبر طبق والله يشفينا......
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)