الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

مقتطفات عن بيت المقدس


سؤال البداية: هل مدينة القدس بآثارها بتراثها بتاريخها بمأساتها تحتاج بالفعل الى 700 ساعة دراسة؟ ما هو السبب الذي جعلها تحتاج لتلك الدراسات المكثفة؟
1- الصراع الديني.
2- الوجود الحضاري.
مدينة القدس تقلب عليها الكثير من الأمم ومع ذلك مازالت تقع تحت صراعات عديدة حتى اليوم وهي صراعات حضارية دينية.ايام اليبوسين كان صراع, ظهور العقائد الدينية والشرائع السماوية اعطى شعلة أخرى للصراع.
لماذا هذا الصراع الديني الحضاري المكثف؟لدرجة جعل مدينة القدس تحتل 24 مرة وتهدم اكثر من 17 مرة.
ما هي الاسباب التي خلقت هذا الصراع المحتم؟
الموقع؟؟؟؟؟؟؟؟؟
موقع مدينة القدس موقع هامشي, مدينة القدس لا تقع ضمن الطرق التجارية العرضية ولا الطولية ولا ضمن طرق القوافل, او اي طريق عسكرية تحيط بالقدس.
بحيث ان الطرق التجارية تقسم الى قسمين: الطرق العرضية والطرق الطولية.
الطرق العرضية: طريقين, الأولى تبدا من صيدا وصور ومنطقة اللاذقية وتنزل الى تدمر ثم العراق-الموصل من ثم الى الهند وتسمى طريق التوابل بحيث اشتهر بان هذا الطرق كانت تاتي بالتوابل من الهند ومن جزر الهند الشرقية ومنطقة خراسان وتتجه الى اوروبا. الطريق العرضية الثانية والتي تمر بيافا أو منطقة غزة أو اسدود والتي تعتبر من الموانئ القديمة في العالم وتتجه الى نابلس ثم البتراء, وذات الشيء اسدود تتجه نحو بئر السبع ومنطقة الاردن ثم الهند وآسيا. الطريق التي تبدا من يافا تسمى طريق الحرير والطريق من اسدود سميت بطريق العطور.
اما بالنسبة للطرق الطولية: الاولى تبدا من العريش- رفح- غزة وتتجه نحو البحر ومن منطقة يافا تبدا بالدخول الى دمشق وتسمى ديامارس أو طريق البحر, مارس اله عواصف البحر عند الرومان. هذه الطريق تسمى الطريق التجارية, بحيث ان التجار كانوا يختارونها لان منطقة الساحل منطقة نوعا ما رحبة وتتيح المجال للجمال ان تسير بصورة جيدة كما انه توجد عدة خانات, بيافا, اسدود, وعسقلان. لذا كان هناك دائما ارتباط عضوي ما بين مصر وفلسطين, حتى سنة 1516 كانت فلسطين تعتبر ولاية مصرية. من حكموا حكم مصر سواء الايوبيين, الفاطميين أو المماليك حكم فلسطين ايضا, بسبب هذا الارتباط العضوي في الطرق التجارية. الطريق الطولية الثانية تسمى طريق الملوك وانتهج بها منهج القوافل العسكرية التي تاتي من الجنوب او من الشمال باتجاه الجبال ويقال ان سيدنا ابراهيم عندما وصل من العراق ووصل الى نابلس باتجاه القدس, يقال انه مشى مع عائلته بهذه الطريق خوفا من هجوم الكنعانيين عليه ولذا سميت طريق الآباء(درب الآباء- تسمية عبرية), التسمية العربية كما قلنا طريق الملوك او طريق القوافل العسكرية او طريق رؤوس الجبال. بسبب المانع الاستراتيجي الذي يحمي القوافل العسكرية من الهجوم وهذا بسبب ميزة جبال فلسطين بانها تشبه السنام. لذا تسمى سلسلة الجبال السنامية وتبدا من الجليل الاعلى واولها الجرمق ووهو اعلى جبال فلسطين ونهاية جبال بئر السبع وكلها متصله مع بعضها بهذا الشكل السنامي, نصف سفح الجبل بداية جبل آخر. اما عن القدس فهي لا تقع ضمن هذه الطرق بتاتا, لذا فلا اهمية تجارية أو استراتيجية أو عسكرية لها. (بالاضافة: نابلس هي المدينة التي تقع طوبوغرافيا في وسط فلسطين على خط الطول المطلة- ايلات).
النقطة الثانية هي ان مدينة القدس غير اقتصادية وغير ناجحة زراعياً بسبب المناخ, بحيث ان جبالها حادة الحواف, يوجد كسر واضح في الجبال لهذا سمي الواد الذي يقع بين راس العامود والقدس بوادي الظلام (قدرون- في اللغة العبرية القديمة المأخوذة عن اللغات السامية).
لم تكن ثورة زراعية لذا لم يحدث تقدم صناعي, لذا فاهمية القدس جاءت فقط بسبب الايحاء الرباني, ومن هنا ازدهرت سياحة الحج الديني. وترتبط بديانتين:

سياحة الحج الديني:
الديانة المسيحية: التي تعتبر كنيسة القيامة الكنيسة الرئيسية في الديانة المسيحية والتي تعبر عن قيامة السيد المسيح من بين الاموات حسب الايمان المسيحي والفكر اللاهوتي, وهي رمز لتحول الديانة المسيحية من حركة اصلاح خاصة بالمجتمع اليهودي الى حركة اصلاح ديني خاصة بالمجتمعات العامة وتحول الديانة المسيحية بعد قصة العنصرة:(نزول الروح القدس – جبريل عليه السلام على شكل ألسنة من لهب على جبل صهيون وتحويل لغة التلاميذ من الآرامية الى لغات العالم التي سيبشروا بها الناس بالدين المسيحي), التي حدثت بعد 50 يوم من قيام يسوع من بين الاموات . هذه الحادثة اعطت رمزية ان الديانة المسيحية تحولت الى ديانة عالمية.
فاصبح في مفهوم الانسان المسيحي ان القدس هي مركز الاشعاع الديني المسيحي ومن تحولت حركة الحج من جميع انحاء العالم: من اوروبا, من امريكا, من مصر الى كنيسة القيامة. لذا كنا نرى قبل بناء جدار الفصل, تواجد وفود كبيرة من القبارصة واليونان, وكانت تباع اشياء خاصة بهم مثل التوابل والعطور والحناء والتمر, كما كانت حركة تجارية واضحة بسبب الحج المصري- الاقباط بفترة عيد الفصح. لذا فقد كان تجار القدس ينتظرون هذه الفترة من العام للآخر لان التجارة كانت تزدهر في تلك الفترات.

الديانة الاسلامية : اخذت دورها كحركة حج ديني, فقط في الفترة الفاطمية اما ما قبل ذلك فلم تعرف حركة الحج الديني الاسلامي. اول شخص فكر ان يعطي اهمية تجارية مرتبطة روحيا مع الفكر الديني, هو هارون الرشيد. هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس وعرف عنه انه كان يغزو عام ويحج عام. ويقال انه من سن سنة التقديس-(هنالك اختلاف على ذلك بان الرسول قد سن هذه السنة ويقال ان هذا الحديث ضعيف بدليل ان معظم الاحاديث التي تخص بيت المقدس ضعيفة او موضوعة وفقط 40 حديث صحيح من بين حوالي 360 حديث عن فضائل بيت المقدس)- اي زيارة القدس بعد اسبوع من كل حج الى مكة المكرمة. واتبعته في ذلك بطانته, لكن اختفت هذه الحركة مع ضعف الدولة العباسية بظهور ما يسمى الولايات. واتبعت بشكل خاص في الفترة الفاطمية وبدأ عندها ادب خاص بمدينة القدس يسمى ادب فضائل القدس وأول كتاب في ادب فضائل القدس في الفترة الفاطمية للواسطي(شيعي) اسمه فضائل بيت المقدس ونرى فيه استخدامه للعديد من الاحاديث النبوية الموضوعة التي ليس لها علاقة بالرسول صلى الله عليه وسلم والقدس. ومن اشهر هذه الكتب ايضا: "مثير الغرام في فضائل بيت المقدس والشام" للمقدسي, ورحلة ابن بطوطة ورحلة ابن العربي,وكتاب سفر ناما. وكتب عديدة اخرى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق